المحبة و الأخوة في الله
احبتي في الله سعداء بتواجدكم معانا

خواطر في المحبة و الأخوة في الله

ما أجمل تلك المشاعر البشرية والأحاسيس الإنسانية المرهفة الصادقة

اللهم إنك تعلم أن هذه القلوب قد إجتمعت على محبتك ..والتقت على طاعتك ... وتوحدت على دعوتك ...وتعاهدت على نصرت شريعتك..

فوثق اللهم رابطتها ....وأدم ودها...وأهدها سبلها ..واملئها بنورك الذي لا يخبو .

واشرح صدورها بفيض الإيمان بك وجميل التوكل عليك...وأحيها بمعرفتك..وأمتها على الشهادة في سبيلك ..إنك نعم المولى ونعم النصير


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

المحبة و الأخوة في الله
احبتي في الله سعداء بتواجدكم معانا

خواطر في المحبة و الأخوة في الله

ما أجمل تلك المشاعر البشرية والأحاسيس الإنسانية المرهفة الصادقة

اللهم إنك تعلم أن هذه القلوب قد إجتمعت على محبتك ..والتقت على طاعتك ... وتوحدت على دعوتك ...وتعاهدت على نصرت شريعتك..

فوثق اللهم رابطتها ....وأدم ودها...وأهدها سبلها ..واملئها بنورك الذي لا يخبو .

واشرح صدورها بفيض الإيمان بك وجميل التوكل عليك...وأحيها بمعرفتك..وأمتها على الشهادة في سبيلك ..إنك نعم المولى ونعم النصير
المحبة و الأخوة في الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تحذيـــــــــــــــــــــــر أجراس الخطر تقرع في السماء القرآن الكريم يحذرمن بطش الله الجبار

اذهب الى الأسفل

aa3 تحذيـــــــــــــــــــــــر أجراس الخطر تقرع في السماء القرآن الكريم يحذرمن بطش الله الجبار

مُساهمة من طرف ابو جبل السبت مارس 19, 2011 2:13 am



تحذيـــــــــــــــــــــــر
أجراس الخطر تقرع في السماء
القرآن الكريم يحذرمن بطش الله الجبار
جرم سماوي سيسبب مداً هائلاً في الأطلسي والهادي
أمواج تسونامي هي ( بروفة ) مصغرة جداً لما قد يصيب أمريكا بحلول عام 2007 م
كونوا كقوم يونس في رجوعهم الى الحق تنجو
ولا تكونوا كقوم نوح وقوم فرعون فتغرقوا
هذا تحذير لعقلائكم والله من وراء القصد

بقلم : زياد السلوادي

قبل أن أبدأ هذا البحث أود أن أؤكد على حقيقتين هامتين جداً :
الحقيقة الأولى – إن ما سيرد في هذا البحث يحتمل الصواب والخطأ ، ولا أدعي أنه حتمي الوقوع ، والحق أنني لم أكن أنوي نشره ولكنّ تداعي الدلالات على إمكانية وقوعه إضافة الى وصول بعض الباحثين الآخرين الى نفس نتيجة هذا البحث من طرق أخرى غير الطريق الذي اتبعته في البحث جعلني أحس بمسئولية البلاغ عمّا يمكن أن يحدث ، بخاصة وأن ما يُتوقع حدوثه هو أمر في غاية الهول والرعب .
الحقيقة الثانية – من الإنصاف القول إن العالم في وجود أمريكا غير مستكبرة ولا تستضعف الشعوب هو خير من عالم لا وجود فيه لأمريكا على الإطلاق ، فإن ما يقدمه المجتمع الأمريكي للعالم أجمع من تقدم في مجال البحث العلمي والصناعة واستقرار الاقتصاد العالمي هو خدمات جليلة سيخسرها العالم إن حلّت بأمريكا تلك الكارثة التي أحذر من وقوعها . ولنا أن نتخيّل صورة الاقتصاد العالمي بعد حدوث الكارثة حين لا يصبح للدولار الأمريكي أية قيمة مما سيؤدي الى انهيارات عظيمة في اقتصاد العالم أجمع وخسارات فادحة لدى الأمم والدول والأفراد الذين اعتمد نظامهم الاقتصادي على الدولار الأمريكي .

عناصر البحث –
1- الخطايا الأمريكية
2- الاستكبار والعلوّ " نظرية أمريكية " .
3- عقوبة الاستكبار والعلوّ في الأرض عند الله " قوم فرعون مثلاً " .
4- أعمار وآجال الأمم والحضارات ." الأمويون والمماليك والثورة البلشفية الشيوعية ثلاثة أمثلة "
5- كل سادس حاكم في سلسلة حكام وما يحدث في عهده " العباسيون والمماليك مثلين " .
6- الولايات المتحدة ونبوءة سفر الرؤيا .
7- الكتاب المبين " قصص السابقين مفصّلة ، وقصص اللاحقين متضمَّنة " .
8- أمريكا وسورة يوسف .
9- كيف السبيل الى إنقاذ أمريكا من عقوبة الله " قوم يونس مثلاً " .

1- الخطايا الأمريكية –

ما إن بدأت هجرات الأوروبيين المتلاحقة الى العالم الجديد الذي اكتشفه كريستوفر كولومبس عام 1492 م واستوطن المهاجرون الأرض الجديدة حتى أعلنوا حرباً شعواء على من أطلقوا عليهم اسم الهنود الحمر ، وهم أصحاب الأرض الشرعيين ، وهذا أمر معروف ومسجل في التاريخ ولكن المسكوت عنه أن القانون الدولي الآن يجرّم هذه الأفعال ويعاقب عليها ويصنفها على أنها جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية وجرائم تطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية ، وإذا لم يكن هذا القانون مطبقاً في ذلك العصر فإنه ولا شك مطبّق في السماء ، وإذا لم يكن أحد في الأرض قادراً على العقاب فإن السماء كانت ولا تزال قادرة ، ولكن الله يؤخر الأشياء الى آجالها . ثم سرعان ما بدأ استعباد الأفارقة وإذلالهم بعد اختطافهم من مواطنهم في أفريقيا وجلبهم الى أمريكا ليباعوا ويصبحوا عبيداً يسخرون في زراعة الأرض وفي الأعمال الأخرى ، وقد بلغ عدد هؤلاء العبيد عشرات الملايين وقد كانوا يعاملون بقسوة لا مثيل لها ابتداءً من ( اصطيادهم ) من أفريقيا ومروراً باحتجازهم في السفن التي كانت تنقلهم الى العالم الجديد وكان مصير من ينهكه المرض منهم أن يقذف في البحر فيكون طعاماً للأسماك ، حتى قيل إن عدد الذين تم إلقاؤهم في البحر منهم بلغ بضعة ملايين من الرجال والنساء والأطفال . وهذا الأمر معلوم أيضاً ومسجل في التاريخ ويجرّمه القانون الدولي ويعاقب عليه ، ولكن الله تعالى يؤخر الأشياء الى آجالها . ثم في الحرب العالمية الثانية كانت الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة في التاريخ الإنساني كله التي استخدمت السلاح النووي فأهلكت الحرث والنسل وأحرقت وأبادت مئات الآلاف من البشر وتركت الأرض الخضراء بوراً لا تصلح لشيء لعشرات السنين ، وكلنا يعلم أن هذا السلاح محرم دولياً ولكن من يحاسب من ؟ ولا أريد أن أتوسع في هذه الفقرة أكثر من ذلك بذكر جميع الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة الأمريكية للسيطرة على الأمم والشعوب خلال حلولها محل الاستعمار القديم ومحاولاتها الحثيثة لتكون المستكبر الأكبر في الأرض لأن غرضي من هذه الفقرة أن أبين أنّ الذي يعاقب على هذه الأفعال العظيمة هو الله تعالى متى بلغت حداً معيناً من العتوّ ، وأن هذه الأفعال جميعاً مسجلة عند الله تعالى في ( أرشيف ) ضخم اسمه ( الكتاب المبين ) والذي سآتي على شرحه في الفقرة السابعة من هذا البحث .

2- الاستكبار والعلوّ " نظرية أمريكية " .
حين بدأ المهاجرون الأوائل استيطانهم في أمريكا وجدوا أنفسهم في قارة مترامية الأطراف خصبة التربة وفيها من الموارد الطبيعية التي أودعها الله تعالى ما لا حصر له ، فبدأوا تفاعلهم مع الأرض من الصفر ولكنّ صفرهم هذا لم يكن صعباً كأصفار غيرهم من الأمم بل كان صفراً أخضر خصباً طرياً ، فكانوا إذا زرعوا الأرض أعطتهم بوفرة وإذا نقبوا فيها أخرجت لهم ذهباً ، وكانت الأرض واسعة يأخذ منها من يشاء ما يشاء ، فسرى اعتقاد في نفوس الأمريكيين أنهم شعب الله المختار الجديد الذي ورث الأرض الموعودة الجديدة التي تدرّ لبناً وعسلاً ونفطاً وذهباً وخامات لا أول لها ولا آخر . ومن هنا نشأ الإحساس بالاستكبار في النفس الأمريكية وظهر ذلك في مناحي الحياة الأمريكية ولعل الصناعة الأمريكية تعطينا صورة مبسطة لذلك ابتداء من الملابس والأحذية التي يميل نمطها الى الضخامة وليس انتهاء بالسيارات ذات ( السلندرات ) الثمانية ولا بالسيارات ( الليموزين ) التي تفوق حافلات الركاب طولاً ... وليس هذا انتقاد مني للصناعات الأمريكية ولكنه لفت نظر الى أن الذوق الأمريكي يميل في كل شيء الى الاستكبار ، فحتى في مجال الرياضة فإن كرة القدم الأمريكية مثلاً غير كرة القدم في العالم أجمع حيث يلبس اللاعب دروعاً حديدية تحت ملابسه ، وحيث تتسم اللعبة بالشراسة الشديدة ، وحتى في المصارعة الحرة والتي هي في أمريكا أشرس من مثيلاتها في باقي دول العالم وتجد فيها منظمي المباريات يقدمون المصارع على أنه بطل العالم وليس بطل أمريكا وحسب ، ولسان حالهم يقول إن على من يظن غير ذلك أن يأتي الى Medicine Square Garden ليثبت العكس وكأن هذا المكان هو مركزالعالم للمصارعة . بل إنهم في كثير من النشاطات الأخرى يقدمون البطل أو المنتَج على أنه الأول في الكون كله Universe وليس العالم أو أمريكا وحسب وكأنهم بذلك يدعون المنافسين ليس من باقي بلاد العالم بل ومن الكواكب الأخرى إن وجدوا .
هذا الاستكبار يظهر جلياً في سياسة أمريكا الخارجية وفي العسكرية الأمريكية ، وقد عبّر عنه جورج بوش الأب أصدق تعبير حين سأله الصحفيون قبل حرب الخليج عام 1991 م عمّا ستفعله أمريكا إذا استخدم صدام حسين أسلحة دمار شامل فأجابهم أن صداماً لن يستخدم مثل تلك الأسلحة ، فألحوا عليه قائلين : افرض أنه استخدمها فقال : إن أمريكا لا تفرض ، إن أمريكا هي التي تصنع القدر!!! وربما كان مرجع ذلك الاستكبار والعلوّ الى الإحساس بأن الكتف الأمريكية غير مثقلة بأعباء التاريخ وأن القدم الأمريكية غير مشدودة الى الأرض بجذور السنين الماضية والحضارة القديمة والعادات والتقاليد الموروثة ، فليس هنالك شيء موروث ، إنها أشبه بشجرة نبتت نبتاً سريعاً وتضخّمت وآتت ثماراً عظيمة وشهية ولكن ليس لها جذور ممتدة في باطن الأرض .

3- عقوبة الاستكبار والعلوّ في الأرض عند الله :
إذا كانت قوانين العقوبات الأرضية الوضعية تُشرَّع متناسبة مع أنواع الجرائم المرتكبة فتختلف باختلافها فأولى بقوانين السماء التي شرعها الله تعالى أن تناسب العقوبة فيها نوع الذنب المرتكَب ، وحين نستقرىء العقوبات السماوية التي وقعت على الأمم السابقة نجدها تختلف بين أمّة وأخرى ، فأشهر الأمم والأقوام التي ذُكر عقابها في الكتُب السماوية هي قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وفرعون وقارون وأصحاب الأيكة وقوم تُبَّع . ولعل في الآية الكريمة من سورة العنكبوت ما يبين كيف خصص الله تعالى لكل ذنب عقوبته " فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " 40 العنكبوت . وكذلك نجد في عقوبة قوم لوط حيث نجد ثلاث عقوبات متزامنة لثلاثة أنواع من الذنوب ، أما ذنوبهم الثلاثة فقد ذكرت على لسان لوط عليه السلام " أإنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين " 29 العنكبوت . فجاءتهم ثلاث عقوبات " فأخذتهم الصيحة مشرقين * فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل " 73 ، 74 الحجر . وللمستزيد من أنواع العقوبات المناسبة لأنواع الذنوب أن يعود الى القرآن الكريم ، ولكن ما يهمنا هنا هو عقوبة الاستكبار والعلوّ في الأرض ، وهذان الذنبان لم يجتمعا لأحد إلا لفرعون ، وقد جاء في استكباره :
- " واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق " 39 القصص .
- " فاستكبروا وكانوا قوماً مجرمين " 133 الأعراف .
- " الى فرعون وملئه بآياتنا فاستكبروا " 75 يونس .
- " الى فرعون وملئه فاستكبروا وكانوا قوماً عالين " 46 المؤمنون .
- " ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الأرض ... " 39 العنكبوت .
- " وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب " 27 غافر .
وجاء في علوّه :
- " إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا ً يستضعف طائفة منهم .... " 4 القصص .
- " وإن فرعون لعالٍ في الأرض وإنه لمن المسرفين " 83 يونس .
- " من فرعون إنه كان عالياً من المسرفين " 31 الفرقان .
- " الى فرعون وملئه فاستكبروا وكانوا قوماً عالين " 46 المؤمنون .
- " وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً " 14 النمل .
- " فحشر فنادى * فقال أنا ربكم الأعلى * " 23 ، 24 النازعات .

مما تقدم علمنا أن الاستكبار والعلوّ في الأرض هما الذنبان اللذان ارتكبهما فرعون ، ونعلم أن الله تعالى قد عاقبه بالغرق ، فهل تكون هذه العقوبة هي التي قررها الله لأمريكا ؟
لقد غرق فرعون وجنوده بانطباق جبلين من الماء عليهم حين شق الله البحر لبني إسرائيل ، فبعد أن اجتاز بنو إسرائيل البحر المنفلق بقيادة موسى تبعهم فرعون وجنوده فانطبق جبلا الماء عليهم . " وإذ فرقنا بكم البحر فأنجينكم وأغرقنا ءال فرعون وأنتم تنظرون " 50 البقرة . ويصف القرآن البحر في آية أخرى " فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم " 63 الشعراء ، ثم قال في آية أخرى " فجعلناهم سلفاً ومثلاً للآخرين " 56 الزخرف . فإذا تكررت مثل هذه العقوبة في الخلف الآخرين الذين كان فرعون سلفاً لهم فما المتصوَّر في شكل العقوبة القادمة ؟
إن اقتراب جرم سماوي من الأرض من الناحية التي فيها القارة الأمريكية كفيل بأن يحدث مدّاً عظيماً يفوق الجبال ارتفاعاً في كلا المحيطين الأطلسي شرقاً والهادي غرباً مما يجعل مياههما تلتقي في الولايات الوسطى الأمريكية ، إنه لأمر جلل ترتعد الفرائص من مجرد التفكير فيه ، ولو كنت مكان العقلاء في الإدارة الأمريكية لبذلت كل ما في الوسع من أجل تجنب وقوعه ، وهذا ما تجده في البند التاسع والأخير من هذا البحث .

4-أعمار وآجال الأمم والدول والحضارات :
ورد في تفسير السلف للحروف المقطعة التي تفتتح بها بعض سور القرآن أن هذه الفواتح هي مُدد أقوام وآجال دول وذلك عند تحويل حروفها الى أعداد بحسب حساب الجمّل ، وقد تتبعت ذلك فوجدت أن الدولة الأموية قد وافقها هذا الأمر حيث تداولها أربعة عشر خليفة بدءً من معاوية بن أبي سفيان وانتهاءً بمروان الثاني بن محمد ، وهذا العدد (14) يوافق الفاتحة ( طه ) حيث قيمة حرف (ط) = 9 ، وقيمة حرف (هـ) = 5 .
كذلك نجد دولة المماليك حيث عدد حكامها البحريين والبرجيين هو 48 حاكماً بدءً بالسلطانة شجرة الدر وانتهاءً بالأشرف طومان باي الثاني ، وهذا العدد يوافق الفاتحة ( حم ) حيث قيمة حرف ( ح ) = 8 ، وقيمة حرف ( م ) = 40 .
وربما وافقت الثورة البلشفية الشيوعية كذلك الفاتحة ( ألم ) إذا اعتبرنا بدايتها من العام 1917 م ونهايتها في العام 1988 م حين بدأ ما عرف آنذاك بفكرة ( البريسترويكا ) فيكون عمرها 71 عاماً وذلك يوافق عدد الفاتحة ( ألم ) حيث قيمة الحرف (أ) = 1 ، (ل) = 30 ، (م) = 40 .
وربما استطعنا بالبحث الدؤوب اكتشاف كثير من أعمار الدول والثورات والحضارات ، ولكن الذي يعنينا في هذا البحث هو عمر أمريكا كحضارة عظمى في العصر الحديث ، والذي سأتوسع في تفصيله في الفقرة الثامنة من هذا البحث .

5- كل سادس حاكم في سلسلة حكام وما يحدث في عهده :-
ذكر السيوطي في كتابه ( تاريخ الخلفاء ) أن العرب قالوا قديماً ( كل سادس يقوم للناس يُخلع ) ، أي أن كل سادس حاكم في سلسلة من الحكام لا يستتب له أمر الحكم . وقد تتبعت ذلك في حكام الدولة العباسية وفي حكام دولة المماليك فوجدته صحيحاً الى حد كبير ، وربما وجدت بعض الحكام لم يُخلع كما ذكر السيوطي وإنما حدثت في عهده أمور عادت بالسوء على البلاد والعباد وكان شراً أكبر من خلع الحاكم نفسه . أما الدولة العباسية فقد دامت لسبعة وثلاثين خليفة ابتداءً من الخليفة العباسي الأول أبي العباس السفاح عام 750 م وانتهاءً بالخليفة السابع والثلاثين وهو المستعصم الذي انتهت الدولة في عهده على يد المغول عام 1258 م . وحتى لا أطيل فسوف أذكر كل سادس من هؤلاء الخلفاء وتاريخ حكمه وبعض ما حدث من أمور سيئة في عهده :
1- الأمين بن هارون الرشيد 809 م ، وهو ( أول سادس ) ، وقد نازعه أخوه المأمون الخلافة وقتله وتولى الخلافة مكانه عام 813 م .
2- المستعين بالله " أحمد بن محمد بن المعتصم " وهو الخليفة الثاني عشر ( ثاني سادس ) ، بايعه الأتراك بعد وفاة المنتصر عام 862 م ولما انتقل الى بغداد للتخلص منهم خلعوه ونفوه الى واسط حيث قتل عام 866 م وأقاموا ابن المعتز مكانه .
3- المقتدر بالله " جعفر بن أحمد المعتضد " وهو الخليفة الثامن عشر 908 – 932 م ( ثالث سادس ) ، خلف أخاه المكتفي وهو في الثالثة عشرة من عمره ، عُزل ثم أعاده مؤنس فخلع عليه لقب أمير الأمراء . حاول القضاء على على نفوذ مؤنس فقتل في معركة معه . في عهده ظهر الخلفاء الفاطميون في أفريقيا عام 909 م والأمويون في قرطبة عام 929 م وأغار القرامطة على العراق وقوافل الحجاج واحتلوا مكة 930 م ونقلوا الحجر الأسود الى الإحساء .
4- الطائع لله " عبد الكريم بن المطيع " الخليفة الرابع والعشرون 974 – 991 م ( رابع سادس ) ، تزوج ابنة عضد الدولة البويهي فتعزز في عهده نفوذ البويهيين الذين عزلوه وسجنوه فتوفي سجيناً .
5- الراشد بالله " المنصور بن المسترشد " الخليفة الثلاثون 1135 – 1136 م ( خامس سادس ) ، حاول ضبط زمام الأمر ولكن مسعود السلجوقي دخل بغداد فاضطره الى الهرب فقتل قرب أصفهان .
6- المستنصر بالله " المنصور بن الظاهر " الخليفة السادس والثلاثون 1226 – 1243 م ، سادس سادس ) ، عرف بعدله وتقواه ، في عهده بدأ الخطر المغولي يهدد حدود الإسلام .
وهكذا نجد أن كل سادس من حكام العباسيين إما قُتل أو سُجن أو نُفي أو عُزل أو حدثت في عهده فتنة أو ظهر خطر له شأن عظيم هدد أمن البلاد والعباد . وكذلك نجد الحال لدى دولة المماليك وسأذكر كل سادس من تلك السلسلة التي تتابع فيها ثمانية وأربعون سلطاناً .
1- بركة خان " الملك السعيد بن الظاهر بيبرس الأول " السلطان المملوكي السادس 1277 م ( أول سادس ) ، شارك والده الحكم ثم خلفه ، حوصر في قلعة القاهرة فتنازل عن العرش .
2- لاجين " الملك المنصور حسام الدين محمد بن قلاوون " الحاكم الثاني عشر 1296 – 1298 م ( ثاني سادس ) ، تسلم الحكم بعد عزل كتبغا ، قام بإبعاد الناصر محمد الى الكرك . اغتيل واستدعي الناصر محمد من جديد .
3- شعبان الأول " الملك الكامل سيف الدين بن الناصر محمد " الحاكم الثامن عشر 1345 – 1346 م ، ( ثالث سادس ) . انصرف الى اللهو وسيطرت النساء في عهده على سياسة الدولة ، كان مبذراً يعشق ألعاب الفروسية ، قتل اثنين من إخوته ، ثار عليه الأمراء فسجن ثم قتل .
4- أحمد بن شيخ " الملك المظفر " السلطان الثلاثون 1421 – 1430 م ، ( خامس سادس ) . مات أبوه وهو رضيع فقام بتدبير المملكة الأمير ططر الذي لم يلبث أن خلعه واستولى على الملك .
5- عثمان بن جقمق " الملك المنصور " سلطان مصر 1453 م ( سادس سادس ) . خلع عن العرش بعد شهر ونصف من توليه لأنه دفع لجيشه نقوداً مغشوشة .
6- قايتباي " الأشرف سيف الدين " الحاكم الثاني والأربعون 1468 – 1496 م ، ( سابع سادس ) . انتشرت الأوبئة في عهده وتنازل لابنه .
7- طومان باي الثاني " الأشرف الغوري " الحاكم الثامن والأربعون 1516 – 1517 م ( ثامن سادس ) . تولى الحكم بعد مقتل قانصوه الغوري في محاربة العثمانيين ، قاوم السلطان سليم وقام بالدفاع عن القاهرة في وجه الزحف العثماني فانكسر واستمر يقاتل حتى قبض عليه وشنق .
وإذا استثنينا الحاكم الرابع والعشرين من هذه السلسلة ذلك أني لم أجد في مراجعي وصفاً لعهده ، فإن في الباقين لغنى ووفرة .
ولقد بحثت هذه الفكرة ( كل سادس يقوم للناس يخلع ) ونظرت في سلسلة الرؤساء الأمريكيين فوجدتها قريبة منهم ، ولأن البحث خاص بأمريكا فسأذكرهم جميعاً وأعلق على كل سادس منهم فقط ، وأود أن ألفت النظر الى أن بعض الناس يعتقد أن الرئيس ( جورج دبليو بوش ) هو الرئيس الثالث والأربعون بينما يعتبره بعضهم الآخر الرئيس الثاني والأربعين ، والحق أن كلا الوصفين ينطبق عليه ، ذلك أن الرئيس الذي كان ترتيبه الثاني والعشرين وهو الرئيس ( جروفز كليفلاند ) قد حكم أمريكا من عام 1885 – 1889 م ، وجاء بعده الرئيس ( بنجامين هاريسون ) 1889 – 1893 م ، ولكن ( كليفلاند ) عاد وانتُخب مرة أخرى بعد هاريسون من عام 1893 – 1897 م . فإذا اعتبرنا ( كليفلاند ) هذا هو الرئيس الثاني والعشرين وهو كذلك الرابع والعشرين فسيكون ترتيب ( جورج دبليو بوش ) هو الثالث والأربعين ، ولكن إذا اعتبرنا كليفلاند هو الثاني والعشرين فقط باعتباره شخصاً واحداً فسيكون ترتيب ( بوش ) هو الثاني والأربعين ، وأياً كان الأمر فإن اعتبار ترتيبه 42 سيجعله سابع سادس وإن اعتبار ترتيبه 43 سيخدم هذا البحث أيضاً كما سنرى لاحقاً . وهذا هو ترتيب الرؤساء الأمريكيين منذ الاستقلال وحتى اليوم مع تعليق على كل سادس منهم :
1- جورج واشنطن 1789 – 1797 م .
2- جون آدامز 1797 – 1801 م .
3- توماس جفرسون 1801 – 1809 م .
4- جيمس ماديسون 1809 – 1817 م .
5- جيمس مونرو 1817 – 1825 م .
6- جون كوينز آدامز 1825 – 1829 م . ( أول سادس ) أجمعت مراجعي على أنه لم يكن موفقاً في حكمه .
7- أندرو جاكسون 1829 – 1837 م .
8- مارتن فان بورن 1837 – 1841 م .
9- وليم هنري هاريسون 1841 – 1841 م .
10- جون تايلور 1841 – 1845 م .
11- جيمس بولك 1845 – 1849 م .
12- زكاري تايلور 1849 – 1850 م . ( ثاني سادس ) عُرف بالعجوز العنيف ، مات بعد سنة من توليه وحل بعده نائبه ميلارد فيلمور .
13- ميلارد فيلمور 1850 – 1853 م .
14- فرانكلين بيرس 1853 – 1857 م .
15- جيمس بوكنان 1857 – 1861 م .
16- أبراهام لنكولن 1861 – 1865 م .
17- اندرو جونسون 1865 – 1869 م .
18- اوليس جرانت 1869 – 1877 م . ( ثالث سادس ) اوليسيس سمسون جرانت ، انتخب لرئاسة الولايات المتحدة وكان أقل من ولوها لياقة لها ، كان نزيهاً في ذاته ولكن كانت له بطانة من السياسيين والاقتصاديين سيئي السمعة .
19- روثر فورد هيز 1877 – 1881 م .
20- جيمس جارفيلد 1881 – 1881 م .
21- تشستر آرثر 1881 – 1885 م .
22- جروفز كليفلاند 1885 – 1889 م . عاد وانتخب مرة أخرى من 1893 – 1897 م .
23- بنجامين هاريسون 1889 – 1893 م .
24- وليم ماكنلي 1897 – 1901 م . ( رابع سادس ) قام شخص يدعى ليون تروجلوز بإطلاق الرصاص عليه في بفلو بولاية نيويورك في 6/9/1901 فصرعه .
25- ثيودور روزفلت 1901 – 1909 م .
26- وليم هاورد تافت 1909 – 1913 م .
27- وودرو ويلسون 1913 – 1921 م .
28- وارن هاردنج 1921 – 1923 م .
29- كالفن كولدج 1923 – 1929 م .
30- هربرت هوفر 1929 – 1933 م . خامس سادس ) قاست البلاد في عهده شدة من الأزمة الاقتصادية التي بدأت بانهيار سوق الأوراق المالية عام 1929 م ثم ما عرف بسنوات الكساد الكبير .
31- فرانكلين روزفلت 1933 – 1945 م .
32- هاري ترومان 1945 – 1953 م .
33- دوايت أيزنهاور 1953 – 1961 م .
34- جون كنيدي 1961 – 1963 م .
35- لندون جونسون 1963 – 1969 م .
36- ريتشارد نيكسون 1969 – 1972 م . ( سادس سادس ) اضطرته فضيحة ووترجيت في بداية السبعينات الى الاستقالة وحل محله نائبه جيرالد فورد .
37- جيرالد فورد 1972 – 1977 م .
38- جيمي كارتر 1977 – 1981 م .
39- رونالد ريجان 1981 – 1989 م .
40- جورج بوش (الأب) 1989 – 1993 م .
41- بيل كلينتون 1993 – 2001 م .
42- جورج دبليو بوش 2001 - ( سابع سادس ) وربما كان هذا آخر رئيس أمريكي على الإطلاق ، ولو كان كذلك فعلاً فإن من سخرية القدر أن يكون اسم أول رئيس هو (جورج) وآخر رئيس هو (جورج) أيضاً ، بل ونلاحظ أن الاسم الثاني لجورج واشنطن يبدأ بحرف W ، ولكي يكمل القدر سخريته فقد أقحم هذه ال W في اسم بوش الابن إقحاماً وذلك للتمييز بينه وبين أبيه (بوش الأب) . فأصبح الأول George W وأصبح الأخير George W أيضاً ، ولهذه ال W قصة أخرى طريفة فقد قال جورج دبليو بوش ذات يوم للصحفيين مازحاً إنه أشهر رجل في العالم ليس لأنه رئيس الولايات المتحدة بل لأن الملايين من مستخدمي الإنترنت في العالم في كل يوم يكتبون اسمه W ثلاث مرات في عناوين الإنترنت حيث تبدأ هذه العناوين بـ www . الى هنا وتنتهي دعابة بوش ولكن علماء الإنجيل والمهتمين بالتنبؤات أخذوا كلامه على محمل الجد وراحوا يبحثون عن النبوءات التي قد يكون لها علاقة بمستقبل أمريكا ، ذلك أن حرف W يقابل حرف (و) في اللغات السامية وقيمته العددية في حساب الجمل تساوي (6) ووجود W ثلاث مرات متجاورة www تعني في العدد ( 666 ) وهذا العدد مذكور صراحة في آخر الإصحاح 13 من سفر الرؤيا حيث تتحدث الفقرة عن الوحش الذي يحكم العالم ويجعل الجميع يسجدون له أو لصورته وإلا يقتلوا ، وأنه لا يسمح لأحد أن يبيع أو يشتري إلا من له اسم الوحش مكتوباً على يده أو جبهته أو سمة الوحش أو عدد اسمه ثم تقول الآية " .. هنا الحكمة ، من له فهم فليحسب عدد الوحش فإنه عدد انسان وعدده ستمائة وستة وستون " .

6- أمريكا ونبوءة سفر الرؤيا :-
ونجد في الإصحاح الثامن عشر من سفر الرؤيا " سيناريو " عجيباً يوافق هذا البحث سأذكره هنا وأعلّق على بعض ما جاء فيه بين أقواس .
" ثم بعد هذا رأيت ملاكاً آخر نازلاً من السماء له سلطان عظيم واستنارت الأرض من بهائه ، وصرخ بشدة بصوت عظيم قائلاً سقطت سقطت بابل العظيمة وصارت مسكناً لشياطين ومحرساً لكل روح نجس ومحرساً لكل طائر نجس وممقوت ، لأنه من خمر غضب زناها قد شرب جميع الأمم وملوك الأرض زنوا معها ( ونتساءل هنا مَن الدولة التي لها تداخل وثيق مع كل أمم الأرض ولها مواقف محددة مع جميع ملوك الأرض ؟ وربما كان المقصود بالزنا هو الأعمال السيئة عموماً كالاستكبار في الأرض واستضعاف الأمم والشعوب وتحقيق المصالح الذاتية على حساب معاناة الآخرين ، وليس الزنا إلا رمز لكل ذلك . ) وتجار الأرض استغنوا من وفرة نعيمها ( العلاقات التجارية مع أمريكا مهمّة لجميع دول العالم ، بل إن من يخالف السياسة الأمريكية يحرم منها ويدرج ضمن الدول والشركات التي تقاطعها الولايات المتحدة ) ، ثم سمعت صوتاً آخر من السماء قائلاً اخرجوا منها يا شعبي لئلا تشتركوا في خطاياها ولئلا تأخذوا من ضرباتها ، لأن خطاياها لحقت السماء وتذكّر الله آثامها ( راجع شرح الخطايا الأمريكية في بداية هذا البحث ) ، جازوها كما هي أيضاً جازتكم وضاعفوا لها ضعفاً نظير أعمالها . في الكأس التي مزجت فيها امزجوا لها ضعفاً ، بقدر ما مجدت نفسها وتنعمت بقدر ذلك أعطوها عذاباً وحزناً . لأنها تقول في قلبها أنا جالسة ملكة ولست أرملة ولن أرى حزناً ، ( ألم يقولوا إن أمريكا هي التي تصنع القدر ؟ ) من أجل ذلك في يوم واحد ستأتي ضرباتها موت وحزن وجوع وتحترق بالنار لأن الرب الإله الذي يدينها قوي ، وسيبكي وينوح عليها ملوك الأرض الذين زنوا وتنعّموا معها حينما ينظرون دخان حريقها ، واقفين من بعيد لأجل خوف عذابها قائلين ويل ويل المدينة العظيمة بابل المدينة القوية . لأنه في ساعة واحدة جاءت دينونتك ( عقابك ) ، ويبكي تجار الأرض وينوحون عليها لأن بضائعهم لا يشتريها أحد في ما بعد ( الدولار لن يكون له قيمة وأصحاب الملايين سيفلسون فجأة ، أفلا يبكون ؟ وقطع غيار الطائرات والسيارات الفارهة ستنقطع فأية فائدة من معدات ليس لها قطع غيار ؟ ) ، بضائع من الذهب والفضة والحجر الكريم واللؤلؤ والبز والأرجوان والحرير والقرمز وكل عود ثيني وكل إناء من العاج وكل إناء من أثمن الخشب والنحاس والحديد ( ذكره للحديد هنا ينطوي على صناعات لم تكن معروفة أيام يوحنا اللاهوتي كاتب السفر مثل الصناعات الحديثة القائمة على الحديد وإلا لما قال قبل ذكر الحديد " من أثمن الخشب والنحاس والحديد " فالحديد هو الحديد ليس منه ما هو ثمين وما هو رخيص ) والمرمر ، وقرفة وبخوراً وطيباً ولباناً وخمراً وزيتاً وسميذاً وحنطة وبهائم وغنماً وخيلاً ومركبات وأجساداً ونفوس الناس ( هذه هي البضاعة التي كانت معروفة في عهد يوحنا اللاهوتي كاتب السفر ولو كان في عصرنا لقال : وطائرات بوينج وأواكس وطائرات ف 16 وسيارات بويك وكاديلاك وشيفروليه وأجهزة كمبيوتر ورادارات وأجهزة استشعار عن بعد ومكوكات فضاء وصواريخ عابرة ...الخ ) ، وذهب عنك جنى شهوة نفسك وذهب عنك كل ما هو مشحم وبهي ولن تجديه في ما بعد ، تجار هذه الأشياء الذين استغنوا منها سيقفون من بعيد من أجل خوف عذابها يبكون وينوحون ( أين هذا البعيد الذي سيقفون لينظروا منه ؟ إنه على ما يبدو قنوات التلفاز الفضائية حيث يشاهد الناس من جميع البلاد بقعة واحدة من الأرض في وقت واحد ) ، ويقولون ويل ويل . المدينة العظيمة المتسربلة ببز وأرجوان وقرمز والمتحلية بذهب وحجر كريم ولؤلؤ ، لأنه في ساعة واحدة خرب غنى مثل هذا . وكل ربان وكل الجماعة في السفن والملاحون وجميع عمال البحر وقفوا من بعيد ( وربما كان منهم مشاة البحرية على حاملات الطائرات ) ، وصرخوا إذ نظروا دخان حريقها قائلين أية مدينة مثل المدينة العظيمة ( أية دولة في قوة وروعة أمريكا ؟ ) ، وألقوا تراباً على رؤوسهم وصرخوا باكين ونائحين قائلين ويل ويل المدينة العظيمة التي فيها استغنى جميع الذين لهم سفن في البحر من نفائسها لأنها في ساعة واحدة خربت ، افرحي لها أيتها السماء والرسل والقديسون والأنبياء لأن الرب قد دانها دينونتكم ، ورفع ملاك واحد قوي حجراً كرحى عظيمة ورماه في البحر قائلاً هكذا بدفع سترمى بابل المدينة العظيمة ولن توجد في ما بعد ، وصوت الضاربين بالقيثارة والمغنين والمزمرين والنافخين بالبوق لن يسمع فيك في ما بعد . وكل صانع صناعة لن يوجد فيك في ما بعد وصوت عريس وعروس لن يسمع فيك في ما بعد . لأن تجارك كانوا عظماء الأرض . إذ بسحرك ضلت جميع الأمم ، وفيها وجد دم أنبياء وقديسين وجميع من قتل على الأرض . ( هذا هو الإصحاح الثامن عشر من سفر الرؤيا كاملاً يُقرأ في جميع كنائس العالم ومنها كنائس أمريكا ، والعجيب العجيب أن مسؤولي الأمن القومي الأمريكي وفطاحل الـ C I A وجنرالات البنتاجون العتيد لا يعيرونه التفاتة صغيرة في الوقت الذي يصرفون المليارات ويجيشون الجيوش الدون كيشوتية لمحاربة طواحين الهواء الإرهابية ، بل وقد وصل بهم الأمر الى التجهيز لحرب النجوم والكواكب غير آبهين بالجبار العظيم الذي يستطيع أن يقلب أمريكا رأساً على عقب بأصبع غضبه ، والذي لا تملك جيوش العالم وأسلحته مجرد الوقوف في طريقه ، ولكن الحكماء يملكون تجنب غضبه بالرجوع الى الحق والكفّ عن الاستكبار والعلوّ في الأرض واستضعاف الشعوب واستعبادها ، وتوجيه المسيرة الحضارية الأمريكية وجهة أخرى نحو خدمة الإنسان ووقف معاناته ورفع شأنه .

7- الكتاب المبين " قصص الأوّلين مفصّلة ، وقصص الآخرين متضمَّنة " :-
ما هو الكتاب المبين ؟ يعتقد بعض الناس أنه القرآن لأن القرآن من جهة هو كتاب وهو من جهة أخرى مبين ، والحق أن القرآن الكريم لم يستعمل كلمتين مختلفتين للدلالة على مسمى واحد بعينه وجوهره ، فإن قال قائل إن الله قد ذكر يوم القيامة ويوم البعث للدلالة على شيء واحد ، قلتُ إن ما يجمعهما في معنى واحد هو كلمة يوم المشتركة ، أما القيامة فتصف شيئاً غير البعث ، حيث هي تصف قيام الناس من قبورهم وأما البعث فتصف إعادة الحياة الى الأجساد الميتة . وكذلك ( جهنم ) غير ( سقر ) رغم أنهما تدلان على مكان للعذاب ، غير أن ( سقر ) هي أخص من ( جهنم ) حيث يعذَّب فيها من وصفهم القرآن بالمجرمين " إن المجرمين في ضلال وسعر * يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر * " 47 ، 48 القمر . " في جنات يتساءلون * عن المجرمين * ما سلككم في سقر * " 40 ، 41 ، 42 المدثر . وما يهمنا في هذا البحث هو أن الكتاب المبين هو معنى اصطلاحي استخدمه القرآن الكريم للتعبير عن كتاب موجود في السماء مسجل فيه كل ما كان وكل ما سيكون بلغة ليست من اللغات الإنسانية والذي يدلنا على هذا المعنى هو القرآن الكريم نفسه حيث لم يرد فيه ذكر الكتاب المبين إلا للدلالة على ذلك ، وإليك الأمثلة :
1- " وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمت الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتب مبين " 59 الأنعام .
2- " وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهوداً إذ تفيضون فيه ، وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتب مبين " 61 يونس .
3- " وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتب مبين " 6 هود .
4- " وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموت ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتب مبين " 3 سبأ .
5- " وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتب مبين " 15 المائدة .
مما سبق يتضح لنا أن الكتاب المبين قد سُجل فيه كل شيء ابتداءً من بروتونات وألكترونات الذرة وحركاتها ( الآيات تذكر الذرة وما هو أصغر منها ) الى حركة الإنسان وتاريخه الماضي ومستقبله الآتي الى الكوارث الطبيعية والحوادث الكونية التي حدثت في الماضي والتي ستحدث في المستقبل . ويجدر بنا أن نعلم أن بعض القرآن قد نزل من الكتاب المبين وبخاصة تلك السور التي تحدّث فيها القرآن عن الأمم السابقة لزمن نزوله ، وهذه أمثلة على ذلك :
1- " ألر تلك ءايت الكتب المبين * إنا أنزلنه قرءناً عربياً لعلكم تعقلون * نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرءان وإن كنت من قبله لمن الغفلين* " 1 ، 2 ،3 يوسف . ثم تبدأ السورة بعد ذلك بسرد قصة يوسف بكثير من التفصيل كما هي مسجلة في الكتاب المبين .
2- " طسم * تلك ءايت الكتب المبين * " 1 ، 2 الشعراء . ونجد في هذه السورة ذكراً لموسى وإبراهيم ونوح وقوم عاد ولوط وشعيب .
3- " حم * والكتب المبين * " 1 ، 2 الدخان . ونجد في هذه السورة نبأ الدخان الذي لم يأت زمنه بعد ، إضافة الى ما مضى من السابقين كفرعون وبني إسرائيل وقوم تبع .
وكما نزل من الكتاب المبين قصص ذكرت صراحة وتفصيلاً فقد نزل منه أخبار لم تحدث بعد ولكنها لم تذكر صراحة ، وهنا يأتي دور الباحثين ليقرأوا ما بين السطور ويستعينوا بكل حرف من أحرف القرآن الكريم لأن كل حرف يؤدي أكثر من مهمّة في آن واحد ، وهناك إشارات تومض في مكان ما وتشير لنا الى مكان آخر لنتتبعها فنجد ضالتنا حيث أشارت . وبدايتنا في هذا البحث ستكون من سورة يوسف .

8- أمريكا وسورة يوسف : -
" ألر تلك ءايت الكتب المبين * إنا أنزلنه قرءناً عربياً لعلكم تعقلون * " 1 ، 2 يوسف .
تبدأ سورة يوسف بفاتحة من فواتح السور هي ( ألر ) ثم تخبرنا الآيات أن ( ألر ) تلك هي ( علامات ) الكتاب المبين ، وأن الكتاب المبين قد أنزل إلينا ( إنا أنزلنه ) على شكل قرآن عربي اللغة ( قرءناً عربياً ) لكي نستطيع فهمه ( لعلكم تعقلون ) .
وكلمة ( آيات ) هنا معناها علامات أو إشارات بدليل قوله تعالى على لسان زكريا " قال رب اجعل لي ءاية قال ءايتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سوياً " 10 مريم . أي اجعل لي علامة حين تحمل زوجتي فأفهمه الله أنه حين يجد نفسه عاجزاً عن الكلام مع الناس لثلاثة أيام فتلك علامة وإشارة من الله ( آية ) على أن زوجته قد حملت .
وبما أن قصة يوسف قد نزلت إلينا كما هي مسجلة في الكتاب المبين فلا نستبعد أن يكون قد نزل في طياتها ما هو مسجل من حوادث أخرى غير قصة يوسف ولكن في شكل غير مفصل .
تحدثنا في البند الرابع من هذا البحث عن ( أعمار وآجال الأمم والدول والحضارات ) وقلنا إن الفاتحة ( طه ) وافقت عدد الخلفاء الأمويين ( 14 خليفة ) ، وكذلك ( حم ) وافقت عدد سلاطين المماليك ( 48 سلطاناً ) ، وأن عمر الثورة البلشفية ( 71 عاماً ) وافقت الفاتحة ( ألم ) التي قيمتها العددية = 71 . فما المانع أن توافق فاتحة سورة يوسف ( ألر ) عدد السنين التي قُدّرت في الكتاب المبين لعمر الولايات المتحدة الأمريكية ؟ بمعنى هل يمكن أن يكون عمر الولايات المتحدة هو قيمة ( ألر ) بحساب الجمل والتي هي 231 ؟ ( أ =1 ، ل = 30 ، ر = 200 ) . لا مانع ، ولكن بشرط أن نجد علامة تشير الى ذلك وإلا فإن ( ألر ) قد تشير الى عمر أية دولة أخرى .
في الواقع فإن العلامة التي وجدتها هي التي لفتت نظري قبل أن أسترشد بالفاتحة ( ألر ) ، وهذه العلامة هي عدد كلمات سورة يوسف ، فقد لفتت نظري الى أنها توافق تاريخ إعلان استقلال الولايات المتحدة الأمريكية وهي 1776 كلمة وتاريخ الاستقلال هو 1776 م .
فإذا أضفنا قيمة الفاتحة ( ألر ) بحساب الجمل وهي 231 الى عدد كلمات السورة أو تاريخ الاستقلال اللذيْن هما 1776 نجد :
1776 231 = 2007
فإن عام 2007 هو عام النهاية .
ولأن الأمر جد خطير فنحن بحاجة الى إشارة أخرى ، وقد بحثت عنها من خلال عدّ الآيات من أول سورة يوسف الى الآية التي ترتيبها 2007 فوجدتها الآية رقم 43 من سورة فاطر والتي فيها " استكباراً في الأرض ومكر السيئ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله فهل ينظرون إلا سنت الأولين فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا " .
ولكي أتأكد أن هذه الآية معنية بالولايات المتحدة كان لا بد من البحث عن إشارة فيها ترتبط بسورة يوسف التي اعتمدتها منطلقاً للبحث وإشارة أخرى ترتبط بالولايات المتحدة الأمريكية ، وقد وجدت في ذلك ما يلي :
1- عدد حروف الآية هو 111 حرفاً ، وهو مطابق لعدد آيات سورة يوسف وهي 111 آية .
2- نلاحظ أيضاً أن عدد كلمة السيئ بحساب الجمل = 111 ، حيث ا = 1 ، ل = 30 ، س = 60 ، ي = 10 ، ى = 10 . وهذا العدد مطابق لعدد حروف الآية ولعدد آيات سورة يوسف .
3- قيمة جملة " استكباراً في الأرض ومكر " بحساب الجمل = 685 90 1032 266 = 2073 . فماذا يعني هذا العدد ؟ إنه القيمة العددية أيضاً للولايات المتحدة الأمريكية إذا كتبناها بالرسم العثماني ( الولايت المتحدة الأمريكية ) حيث الولايت = 478 ، المتحدة = 883 ، الأمريكية = 712 ، فيكون المجموع 2073 . أي أن
الولايت المتحدة الأمريكية = استكبارا في الأرض ومكر .
2073 = 2073
4- رقم الآية هو 43 وهو يوافق ترتيب جورج دبليو بوش ، إذا اعتبرنا ترتيبه هو الرئيس الثالث والأربعون للولايات المتحدة ( وقد سبق شرح ذلك ) .
5- عدد كلمات الآية هو 26 كلمة والآية موجودة في الجزء 22 من المصحف الشريف ، وبضرب العددين نحصل على ( 26 × 22 = 572 ) ، فما هو هذا العدد ؟ إنه مجموع أعداد الكلمات ( جورج دبليو بوش ) بحساب الجمل هكذا : جورج = 212 ، دبليو = 52 ، بوش = 308 . فيكون المجموع 212 52 308 = 572 .
6- نظراً لأهمية العدد 111 لأنه تكرر أربع مرات ، مرتين منهما في كلمة ( السيئ ) التي تكررت مرتين في الآية ، ومرة لكونه عدد حروف الآية ، ومرة لكونه عدد آيات سورة يوسف ، فقد توقعت أن تختبئ في طياته مفاجأة ، لذلك نأخذ مجموع الأعداد من 1 الى 111 أي 1 2 3 4 5 .......... 111 = ؟ . ونحصل عليه من المتوالية العددية ( 111 1 ) ( 111 ÷ 2 ) = 6216 . ثم نأخذ مجموع أعداد الآية جميعها بحساب الجمل فنجده = 8001 ، ثم نضيف اليه 111 مرتين ، مرة لأنه يساوي عدد حروف الآية وأخرى لأنه جمّل كلمة ( السيئ ) . ثم نطرح منه مجموع الأعداد من 1 الى 111 هكذا : 8001 111 111 – 6216 = 2007 .
وهذا العدد 2007 سبق أن حصلنا عليه من جمع قيمة ( ألر ) العددية وهي 231 مع عدد كلمات سورة يوسف وهي 1776 ، 231 1776 = 2007 .
فهل يكون هذا العدد 2007 هو عام النهاية ؟
إنك حين تقرأ الآية وأنت تتمثل الولايات المتحدة من خلالها ، يلفت انتباهك ذلك الوصف الدقيق في أولها " استكباراً في الأرض " ، فتجد أن أكبر مستكبر في الأرض في عصرنا هو الولايات المتحدة القطب الأوحد في الأرض والقوة التي لا تغلبها قوة بشرية . ثم تتابع القراءة " ومكر السيئ " فتجد كأن الآية تذكر مكر الـ CIA صراحة ، وذلك لشدة التشابه في حروف ( السيئ ) مع وكالة المخابرات المركزية CIA ثم إضافتها الى " مكر " ونحن نعلم أن مهمة ال CIA وشغلها الشاغل هو المكر . ثم تقرر الآية أن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله ، وفي ذلك إنذار كبير ، وتقرر أيضا " فهل ينظرون إلا سنت الأولين " أي هل ينتظرون ويتوقعون شيئاً غير طريقة الله في انتقامه من الأولين ؟ والاستفهام هنا إنكاري أي لا يجاب عليه إلا بالنفي ، وفي ذلك تأكيد لفكرة الانتقام وتعزيز للإنذار ، ثم تؤكد الآية مرة أخرى أن طريقة الله في الانتقام من أهل الاستكبار والمكر واحدة على مرّ العصور " فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا" . ومن الملفت للنظر أن سورة فاطر التي فيها هذه الآية قد تكررت فيها كلمة ( نذير ) خمس مرات بالرفع ومرة واحدة بالنصب ( نذيرا ) وهي أكثر سورة في القرآن الكريم كله تكررت فيها هذه الكلمة ، وكأن القصد من وجود هذه الآية في سورة تكرر فيها لفظ النذير أكثر من أيّة سورة أخرى في القرآن كله هو أيضاً إشارة إنذار وتحذير الى من يهمه الأمر .

ذكرنا في البند الثالث من هذا البحث التشابه في الاستكبار والعلوّ في الأرض بين فرعون وبين الولايات المتحدة ، فإذا انطلقنا في البحث من أول آية ذُكر فيها فرعون في سورة طه وهي الآية " إذهب الى فرعون إنه طغى " 24 طه . (وذهبنا) نعدّ الآيات من هناك الى الآية التي ترتيبها 2007 فإننا نجدها في سورة الزخرف تتحدث عن فرعون أيضاً " فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوماً فسقين " 54 الزخرف . ونجد الآية التي تليها مباشرة تتحدث عن نهاية فرعون وغرقه " فلمّا ءاسفونا انتقمنا منهم فأغرقنهم أجمعين " 55 الزخرف . ثم نجد في التي تليها " فجعلنهم سلفاً ومثلاً للأخرين " 56 الزخرف . وقد سبق شرح وجه التشابه في عقوبة الاستكبار والعلوّ في الأرض في البند الثالث من هذا البحث .
ويجب أن ننتبه الى أن سورة الزخرف قد ابتدأت بمثل ما ابتدأت به سورة يوسف من ذكر الكتاب المبين وجعله قرآناً عربياً حيث تبدأ السورة " حم * والكتب المبين * إنا جعلنه قرءناً عربيا لعلكم تعقلون * " 1 ، 2 ، 3 الزخرف . مما يعني أن في طيات الآيات إشارات الى أحداث مستقبلية تتعلق بمضمون هذا البحث ، فأين هي ؟ لنقرأ الآيتين ونعلق عليهما " فلما ءاسفونا انتقمنا منهم فأغرقنهم أجمعين * فجعلنهم سلفاً ومثلاً للأخرين * " 55 ، 56 الزخرف . فالآية الأولى تتحدث عن إغراق القوم وأما الثانية فتتحدث عن جعلهم سلفا ومثلاً للأخرين أي أن هناك أناساً آخرين سيأتون بعد فرعون وقومه وسيغرقهم الله كما أغرق فرعون ، فكلمة الأخِرِين تعني الذين يأتون في عصر لاحق على عصر الأولين بدليل قوله تعالى " قل إن الأولين والأخرين * لمجموعون الى ميقت يوم معلوم * " 49 ، 50 الواقعة . وكأن المعنى العصري كما نفهمه اليوم أن إغراق فرعون وآله هو ( بروفة ) لعملية إغراق مشابهة تماماً في عصر لاحق على عصر فرعون ، وحين نبحث عن هذا العصر من خلال الآية نجده ( 2007 ) . فترتيب الآية في السورة هو (56) وعدد كلماتها هو (4) ومجموع الآية بحساب الجمل هو (1947) حيث :
فجعلنهم = 278 ، سلفا = 171 ، ومثلا = 577 ، للأخرين = 921 فيكون المجموع 278 171 577 921 = 1947 ، ويكون المجموع النهائي 1947 56 4 = 2007 .
وقد سبق أن ذكرت في البند الثاني من هذا البحث أن أمريكا أشبه بشجرة نبتت نبتاً سريعاً وتضخمت وآتت ثماراً عظيمة وشهية ، ولكن ليس لها جذور ممتدة في باطن الأرض ، وقد وجدت مصداقاً لهذا المعنى في القرآن . حيث أن إعلان استقلال الولايات المتحدة كان سنة 1776 م ، فلو قمنا بعد الآيات من أول المصحف الى الآية التي ترتيبها 1776 فسنجد الآية هي " ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار " 26 ابراهيم . وكأن هذه الآية بترتيبها الموافق لتاريخ الاستقلال تتحدث عن البداية . أما الآية 55 من سورة الزخرف " فلما ءاسفونا انتقمنا منهم فأغرقنهم أجمعين " فتتحدث عن النهاية .
والعجيب أننا نجد بين الآيتين علاقة رياضية تؤدي الى 2007 مرة أخرى باستخدام حساب الجمل هكذا :
كلمة خبيثة كشجرة خبيثة = 490 1512 920 1512= 4434 .
انتقمنا منهم فأغرقنهم أجمعين= 642 135 1476 174= 2427 .
وبطرح القيمة الثانية من القيمة الأولى نجد :
4434 – 2427 = 2007 .
فهل يكون عام 2007 هو عام النهاية ؟

9- كيف السبيل الى إنقاذ أمريكا من عقاب السماء ؟ (قوم يونس مثلاً) .
إن لله تعالى صفات جمال وصفات جلال ، فمن صفات الجمال الرحمة ، ومن صفات الجلال البطش والجبروت ، وبين هذه الصفات تنسيق عظيم إذا فهمه الإنسان عرف كيف يستمتع برحمة الله دون أن يتعرض لبطشه وجبروته ، ولعل في ما بين أيدينا من أمثلة ما يقرّب الى أذهاننا فهم ذلك ، فنحن نستخدم النار مثلاً في الحصول على الطاقة التي نحتاجها وذلك حين نستخدمها استخداماً صحيحاً ، أما إذا أخطأنا في استخدامها فإنها تحرقنا ، وقس على ذلك كل نعمة أنعم الله بها علينا كقانون الجاذبية الأرضية وقانون الضغط الجوي وقانون الطفو ...الخ ، ثم قارن بين استخدامنا الصحيح لها واستخدامنا الخاطئ تجد في الاستخدام الصحيح نفعاً ومتعة ، وفي الاستخدام الخاطئ عذاباً وموتاً .
فكما أن الغلاف الجوي والجاذبية الأرضية يحيطان بنا من كل اتجاه ويزودنا الأول بالأكسجين والثانية بالاستقرار والثبات والثقة في الحركة ، وأن في ما وراءهما فراغا خانقا بعد حدود الأول وانعداما للاستقرار والثبات بعد حدود الثانية ، كذلك فإن رحمة الله تحيط بنا من كل اتجاه ، ولكنْ وراء حدودها عقاب ذو بطش شديد وجبروت . وإن خطايا الأمم وربما الأفراد أيضاً تظل تتصاعد خطيئة فوق خطيئة حتى تصل الى حدود العقاب الذي إن نزل بها فإنه يحرق الأخضر واليابس ، ولكن فضل الله تعالى وعفوه قد جعلا عند تلك الحدود أجراساً للخطر تدق ومصابيح للإنذار تضيء لعل الأمم تحس بالخطر فتهرب الى رحمة الله مرة أخرى كما حدث مع أهل نينوى قوم يونس ، ولنستعرض جزءً من القصة هنا وللراغب في الاطلاع عليها أن يقرأها من سفر يونان ، غير أني أود أن أذكر أنها في سفر يونان تتوافق مع القرآن الكريم ابتداءً من خطايا القوم ومروراً بابتلاع الحوت يونس وتسبيح يونس في بطن الحوت ثم شجرة اليقطين وانتهاءًَ برجوع قوم يونس الى الحق واستغفارهم الله وتوبة الله عليهم . وما يهمنا في هذا البحث من كل ذلك بلوغ خطاياهم الى حدود رحمة الله وتعبير سفر يونان عن ذلك في الآية الأولى والثانية من الإصحاح الأول " وصار قول الرب الى يونان بن أمتاي قائلاً ، قم اذهب الى نينوى المدينة العظيمة وناد عليها لأنه قد صعد شرهم أمامي " ولاحظ جملة ( قد صعد شرهم أمامي ) كيف تتوافق مع التعبير عن تراكم الخطايا بعضها فوق بعض حتى تصعد الى حدود الرحمة ، ثم لاحظ أن إرسال الله يونس اليهم لينذرهم يوافق أجراس الخطر ومصابيحه التي ذكرت آنفاً . ثم اقرأ رجوع القوم الى الله واستغفارهم وذلك من الآية الثالثة في الإصحاح الثالث الى نهاية الإصحاح " فقام يونان وذهب الى نينوى بحسب قول الرب . أما نينوى فكانت مدينة عظيمة لله مسيرة ثلثة أيام ، فابتدأ يونان يدخل المدينة مسيرة يوم واحد ونادى وقال : بعد أربعين يوماً تنقلب نينوى ، فآمن أهل نينوى بالله ونادوا بصوم ولبسوا مسوحاً من كبيرهم الى صغيرهم ، وبلغ الأمر ملك نينوى فقام عن كرسيه وخلع رداءه عنه وتغطى بمسح وجلس على الرماد ، ونودي وقيل في نينوى عن أمر الملك وعظمائه قائلاً لا تذق الناس ولا البهائم ولا البقر ولا الغنم شيئاً . لا ترعَ ولا تشربْ ماءً ، وليتغطَّ بمسوح الناس والبهائم ويصرخوا الى الله بشدة ويرجعوا كل واحد عن طريقه الرديئة وعن الظلم الذي في أيديهم ، لعل الله يعود ويندم ويرجع عن حمو غضبه فلا نهلك ، فلما رأى الله أعمالهم أنهم رجعوا عن طريقهم الرديئة ندم الله على الشر الذي تكلم به أن يصنعه بهم فلم يصنعه "
وقد عبّرالقرآن الكريم عن كل ذلك في آية كريمة جميلة من سورة يونس " فلولا كانت قرية ءامن
ابو جبل
ابو جبل
المدير العام

عدد المساهمات : 565
نقاط : 92135
تاريخ التسجيل : 26/09/2009
العمر : 59
الموقع : k_aljabali@yhoo'com

http://aljabali.uniogame.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى